کد مطلب:58512 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:120

فی الذکر النصوص الدالة علی امامته











الذی یجب تقدیمه فی هذا الباب أنّه قد ثبت بالدلالة القاطعة وجوب الإمامة فی كلّ زمان لكونها لطفاً فی فعل الواجبات والامتناع عن المقبّحات، فإَنّا نعلم ضرورة ان عند وجود الرئیس المهیب یكثر الصلاح من الناس ویقلّ الفساد، وعند عدمه یكثر الفساد ویقلّ الصلاح منهم، بل یجب ذلك عند ضعف أمره مع وجود هیبته.

وثبت أیضاً وجوب كونه معصوماً مقطوعاً علی عصمته، لأنّ جهة الحاجة إلی هذا الرئیس هی إرتفاع العصمة عن الناس وجواز فعل القبیح منهم، فإن كان هو غیر معصوم وجب أن یكون محتاجاً إلی رئیس آخر غیره، لأنّ علّة الحاجة إلیه قائمة فیه، والكلام فی رئیسه كالكلام فیه، فیؤدّی إلی وجوب ما لا نهایة له من الأئمّة أو الانتهاء إلی إمام معصوم وهو المطلوب.

فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام فالعصمة لا یمكن معرفتها إلاّ بإعلامالله سبحانه العالم بالسرائر والضمائر، ولا طریق إلی ذلك سواه، فیجب النصّ من الله تعالی علیه علی لسان نبیّ مؤیّد بالمعجزات، أو إظهار معجز

[صفحه 283]

دالّ علی إمامته. وإذا ثبتت هذه الجملة القریبة - التی لا تحتاج فیها إلی تدقیق كثیر- سبرنا أحوال الاُمّة بعد وفاة النبیّ صلّی الله علیه وآله وسلّم فوجدناهم اختلفوا فی الإمام بعده علی أقوال ثلاثة:

فقالت الشیعة: الإمام بعده صلّی الله علیه وآله وسلّم أمیرالمؤمنین علیه السلام، بالنصّ علی إمامته.

وقالت العبّاسیّة: الإمام بعده العبّاس، بالنصّ أو المیراث.

وقال الباقون من الاُمّة: الإمام بعده أبو بكر.

وكلّ من قال بإمامة أبی بكر والعبّاس أجمعوا علی أنّهما لم یكونا مقطوعاً علی عصمتهما، فخرجا بذلك من الإمامة لما قدّمناه، ووجب أن یكون الإمام بعده أمیر المؤمنین علی علیه السلام بالنصّ الحاصل من جهة الله تعالی علیه والإشارة إلیه، وإلاّ كان الحقّ خارجاً عن أقوال جمیع الاُمّة وذلك غیر جائز بالاتّفاق بیننا وبین مخالفینا، فهذا هو الدلیل العقلی علی كونه منصوصاً علیه صلوات الله علیه.



صفحه 283.